السبت، 31 ديسمبر 2016

- أهمية التدخل

 
يمر الطفل المتأخر ذهنيا بنفس مراحل النمو لارتقائي التي يمر بها الطفل الطبيعي إلا أن الطفل المتأخر ذهنيا يحتاج إلى مجهود أكثر وفترة أطول للتدريب على اكتساب المهارات المختلفة لمراحل النمو التي يمر بها الطفل الطبيعي، ويجب أن نشير إلى أن تدريب الطفل المتأخر على هذه المهارات في مرحلة مبكرة من العمر يساعد على اكتساب تلك المهارات في وقت مبكر وبالتالي تقليل الفجوة بينه وبين الطفل الطبيعي عن طريق وتوفيرها له مما ينعكس على قدرة الطفل على الاعتماد على التعرف على احتياجاته وتوفيرها له مما ينعكس   على قدرة الطفل على الاعتماد على نفسه والتفاعل مع المجتمع المحيط به وبالتالي تقبل الأسرة والمجتمع له .

وترجع أهمية الدخل المبكر إلى أنه يساعد الأطفال الذين يعانون من تاخر في النمو على تحقيق مستويات متقدمة من الوظائف الإدراكية والاجتماعية ، كما أنه يمنع النمو أيضاً العيوب الثنوية عند الأطفال ذوي الإعاقة .
 وقد أثبتت الأبحاث التى تمت على نمو الطفل أن معدل النمو والتعليم الإنساني هي عملية أكثر سرعة في سن الروضة 
. وقد أصبح وقت التدخل مهما عندما يتعرض الطفل إلى خطر فقد فرصة التعلم خلال مرحلة الإعداد القصوى فإذ الم تغتنم هذه المراحل التي يكون فيها لديه القدرة على التعلم سيواجه الطفل صعوبة في تعلم بعض المهارات مع مرور الوقت 

وللتدخل المبكر تاثير
هام على الوالدين والأخوة وكذلك الطفل المعوق فالأسرة التي لديها طفل معوق دائما ما تشعر بالإحباط والعزلة عن المجتمع ويزيد توترها وياسها وإحساسها بالعجز فالضغط الناتج عن وجود طفل معوق يؤثر على مدى ساعدة الأسرة له ويؤثر على تقدم ونمو الطفل والتدخل المبكر ينتج ويسبب تحسين معاملة الوالدين تجاه أنفسهم وأطفالهم مما يكسبهم المعلومات والمهارات اللازمة لتعليم أطفالهم بالإضافة إلى قضاء وقت الفراغ معهم يجانب العمل .

والمجتمع هو المستفيد فالطفل الذي ينمو ويتعلم يكتسب القدرة على الاعتماد على النفس ويقلل من الاعتماد على المؤسسات الاجتماعية وهذا يحقق فائدة اجتماعية واقتصادية 
 ومن مراجعة هيوارد وأورلانسكى لمئات الدراسات حول أهمية التدخل المبكر في رعاية الأطفال المعرضين للتخلف أو التأخر العقلي تبين تحسن حالات كثيرة في النمو العقلى والاجتماعي والانفعالي واللغوي والحركي كما تبين من هذه المراجعة أن التدخل المبكر له تأثر كبير على المدى البعيد .
 ولقد بينت البحوث العلمية أن التدخل المبكر يساعد الأطفال فهو يخفف تأثيرات حالة الإعاقة وهو يحقق ذلك أسرع من التدخل المتأخر فمن متابعة الأطفال الذين حصلوا على الرعاية المبكرة وجد أن معظمهم كانوا تلاميذ عاديين في الإبتدائية والإعدادية والثانوية المدارس ولم يلتحق منهم بالتربية الخاصة إلا نسبة قليلة . أما الأطفال الذين لم يجدوا الرعاية المناسبة فقد ازدادت حالات بعضهم سوءا في مرحلة الطفولة الوسطى والمتأخرة وارتفعت بينهم نسبة التخلف العقلى وبطء التعليم والانحرافات السلوكية 
 يضاف إلى هذا ما أشارت إليه دراسات أخرى من أن التدخل المبكر يسهم في تخفيض تكاليف رعاية الطفل المتخلف عقلياً 
 فالجدوى الاقتصادية لبرامج التدخل المبكر أفضل بكثير من التدخل المتأخر والتي تؤدي إلى إمكانية دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأطفال العاديين بنجاح .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق